الكتب الصوتية

القراءة الصوتية لكتاب الأحاديث والآثار في الحجامة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ما تداوى عبد و احتجم ، و الصلاة و السلام على هادي الأمم ؛ النبي الشفيق الرحيم الرفيق ، و على آله و صحبه و التابعين.

أما بعد:

فإنه لا يخفى على مسلم ما للطب من أهمية في صلاح البدن الذي عليه قوام العيش ، و لا تستقيم حياة المرء إلا به.

و بناء عليه تقوم التكاليف الشرعية ، فعلى قدر الصحة تقوم الأحكام و التكاليف ، و بقدر النقص تقصر الأحكام عنه.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله : ( و أنفع الوسائل و أنجح القربات ، بعد امتثال الطاعات و اجتناب المنهيات ، ما يعود نفعه على الإنسان من حفظ صحتهم ، و مداواة أمراضهم ، إذ العافية أمر مطلوب في الأدعية الشرعية و العبادات ) (1).

و أفضل العلاج و أمثله ؛ هو الطب النبوي فهو طب رباني لأنه من عند من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم ، و قد دلّت السنة النبوية الصحيحة أن الحجامة أمثل الدواء و أفضله و أنفعه ، و خير ما تداوى به الناس.

بل إن الحجامة كانت من أكثر العلاجات التي تداوى بها العرب و الغرب قديمًا ، ثم جاءت السنة المطهرة ليظهر الإعجاز النبوي في تحديد أفضل مواضعها ، و أوقاتها ، و أيامها.

و الحجامة يكفيها فخرًا أنها طب مستقل عن باقي العلاجات ، حيث لكل مرض مواضعه ، كما أن الحجامة يكفيها فخرًا أن الأحاديث و الآثار الصحيحة فيها تجاوزت المائة ؛ و هذا يجعلها على رأس قائمة العلاجات النبوية.

لا نقلل من أهمية العلاجات الأخرى كالتداوي بالعسل و زمزم و الحبة السوداء و السنا المكي و الكي و الفصد و التلبينة و غيرها من العلاجات الأخرى ؛ غير أن الحجامة لا يعدلها شيء من هذه العلاجات.

يلجأ المسلمون و بسبب طبيعة الضعف و التبعية اليوم ؛ إلى العلاجات الوافدة من بلاد الغرب ، أكثر من رجوعهم للعلاج النبوي ، و نحن لا نقلل من دور الطب الغربي في علاج بعض الأمراض ؛ إلا أنه قد ثبت أن العلاجات في الطب الغربي أغلبه يعتمد على المسكنات ، و بعض الأدوية لها مضارها كما لها منافعها ، خلافًا للطب النبوي الكريم.

و حاجة الناس اليوم للحجامة أشد من حاجتهم للعقاقير و الأدوية الكيميائية الصناعية ؛ بل و حاجة الناس للحجام أشد من حاجتهم للطبيب ، بل إن الحجام الحاذق هو الطبيب حقيقة ؛ و لكن لجهل الناس بهذه السنة العظيمة ، و غفلتهم عن سنة نبيهم ، و اتباعهم للغرب ؛ خفّ نور النبوة فيهم ، حتى قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : فإنه لو خلا البلد عن حجام لأسرع الهلاك إليهم ، فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء ، و أرشد إلى استعماله (2).

و الحجامة سنة عظيمة مهجورة تغافل المسلون عنها قرونًا ، و ظلمها الكثيرون في عصر العلم الذي  كان الأولى القيام بها حق القيام ، من الدراسة و البحث.

و العجب كل العجب أين كان المسلمون كل هذه السنوات الطوال عن هذه السنة العظيمة ، و خصوصًا أن الحجامة كما سبق القول ؛ صحّ فيها أكثر من مائة حديث و أثر !! ، و جاء فيها من الأحاديث و الآثار الضعيفة و الأخبار الموضوعة أكثر من سبعين!!

______________________________________________

(1) الذهبي : الطب النبوي ، ص 18 .

(2) المقدسي : مختصر منهاج القاصدين ، ص 20 .

(2) عملي من خلال هذا البحث

(3) مميزات البحث

(4) أحاديث الحجامة: الحجامة شفاء

(5) باب: أي وقت يحتجم؟

(6) باب: هل يحتجم الصائم أو المحرم؟

(7) باب: أجرة الحجام

(8) باب: حجامة الرأس

(9) الحجامة من الخراج

(11) باب: حجامة النساء

(12) باب: أيام الحجامة وتاريخها

(13) باب: حجامة الصلب والعنق

(14) باب: شروط الحجام

(15) باب: هل تجوز الحجامة في غير الأخدعين

(16) باب: الحجامة من السم

(17) باب الحجامة من الوجع

(18) باب حجامة القدمين

أضف تعليق